Sunday, March 25, 2012

"وائل صبري".. تجربة ناجحة يهديها لشباب المخترعين


هناك نوعان من الأشخاص، مجموعة تتفجر لديهم فكرة فيهملونها، وآخرون يتمسكون بأفكارهم فيطورونها ويكافحون حتى تتحقق أحلامهم على أرض الواقع انطلاقا من مبدأ أنه لا يوجد شيء اسمه المستحيل.

بهذه الكلمات السابقة يلخص المخترع المصري "وائل صبري" تجربته مع عالم الابتكار والاختراع، فمنذ تخرجه في كلية الهندسة وتخصصه في المعمار قبل نحو عقدين لم يكف عن محاولة تحقيق أفكاره، بل الوصول بها إلى العالمية، حيث تمكن من ابتكار جهاز pc cassette الموجود حاليًا بالأسواق العربية، وهو عبارة عن جهاز أشبه بـ"cd rom" ولكنه يخص شرائط الكاسيت ومن خلاله يمكن نسخ الشرائط الصوتية على أجهزة الكمبيوتر.

حكى "وائل" تجربته في الندوة التي أقيمت بساقية الصاوي بالقاهرة الجمعة 19 فبراير 2009 للتعريف لمسابقة المعرض الدولي للعلوم والهندسة بمصر "isef egypy"، وذلك كي يستفيد منها الطلاب المشاركون وتكون تجربته تحفيزًا لهم على مواصلة الإبداع.

الحاجة أم الاختراع
بدأت تجربته مع عالم الاختراعات عام 1994 حيث عمل بمجال البرمجيات، ومن خلال ذلك العمل بدأت تتولد لديه العديد من الأفكار التي تبلورت عام 1997، حينما وجد أن كل برامج الحواسيب المطروحة لا تدعم اللغة العربية، وخاصة رسام الأوتوكاد.

اندفع بحماس وقرر أن يصمم برنامجا معربا من الأوتوكاد وأسماه "ع"، ومن بعده استطاع إضافة الألوان للرسوم الهندسية من خلال تعديله لبرنامج "coral drow" وعمل على تسويقه.

كانت تلك النجاحات سببًا في أن قام بإنشاء شركة برمجيات خاصة به، وبدأ في محاولة التفتيش عن المشكلات التي تبحث عن حل تقني، حينها أتته فكرة تحويل المادة الصوتية أو المرئية الموجودة على أشرطة الكاسيت إلى ملفات رقمية "ديجيتال" يمكن تشغيلها على أجهزة الكمبيوتر.

وبالفعل نجح منذ عام 1997 حتى عام 2003 في الانتهاء من اختراعه وقام بتسجيله، بعد أن حصل على تمويل من أحد رجال الأعمال السعوديين بمبلغ 500 ألف دولار.

ويرى "وائل" أن فكرة الاختراع جاءت من خلال دراسته المتعمقة لحاجات الآخرين، فالعالم وثق نحو 100 عام من شرائط الفيديو بنقلها إلى الأسطوانات المدمجة والأقراص الصلبة، ولكن لم يفكر أحد في إنتاج جهاز يتم من خلاله نسخ شرائط الكاسيت إلى الأقراص الصلبة والمرنة بسهولة وجودة عالية، ولهذا نجحت الفكرة وتم تطبيقها على أرض الواقع ومن خلالها تم تعويض تلك الفجوة.

التغلب على العقبات
حول العقبات التي واجهته قال م. وائل صبري: لم يكن حصولي على التمويل الضخم من المستثمر السعودي أمرًا سهلا، حيث جلست معه في أحد الفنادق، واقتنع الرجل بالفكرة ولكنه طلب أخذ الجهاز مني لفحصه قبل أن يوافق على التمويل، فترددت للحظات خوفًا من سرقة الفكرة، فأحس المستثمر بما يختلج نفسي من مخاوف، فقال لي كلمة واحدة: "إذا لم تكن واثقًا في فلا داعي لإكمال المشروع".

أضاف: "لم يكن أمامي وقتها سوى الموافقة لعدم وجود بديل، وحينما عرض المستثمر الجهاز على مجموعة من الخبراء نال استحسانهم ووافق على التمويل".

ورغم نجاحه في إنتاج الجهاز على المستوى التجاري، فإن تسويقه واجه مشكلة كبيرة، حيث رفضت الشركة المسوقة دفع تكاليف الدعاية خوفا من عدم نجاح الجهاز، فقرر تحمل التكلفة بنفسه حيث وقع على نفسه "شيكات بنكية" يسد ثمنها بعد بيع الجهاز.

وما إن نشر الإعلان التجاري في الصحف المصرية حتى كانت المفاجأة حين نفدت جميع الأجهزة في أسبوع واحد فقط، وتهاوت عليه طلبات الشراء بدرجة لم يستطع معها تلبية احتياجات السوق.

وهنا أنهى وائل حديثه عن تجربته، مهديًا إياها لشباب المخترعين العرب ليقول لهم من خلالها كلمة واحدة: "مادامت هناك الإرادة والعزيمة والإصرار فلا يوجد شيء اسمه مستحيل".

مركز أبحاث في كل شركة هو سر إعجاز "التجربة اليابانية"


رجل الأعمال وائل جنيدي واحد من أكثر رجال الأعمال المصريين نجاحا وارتباطاً بدول قررت الاستافدة من عقول أبنائها للتطوير والتقدم التكنولوجي، فقد ارتبط جنيدي طويلا باليابان والصين وماليزيا ، وعمل هناك وشاهد وشارك، وعندما أسس شركة "سيجمان للتوكيلات التجارية" جعل منها نموذجاً للإدارة العصرية.
أكثر من 10 سنوات قضاها وائل جنيدي في اليابان حيث اختارته شركة "ميتسوي" وهي واحدة من أكبر الشركات اليابانية العابرة للقارات ليكون وكيلها في مصر.. وفى هذا الحوار يتحدث جنيدي عن تجربته مع هذه الدول ومدى أهتمامها بالعلم والأفكار المبتكرة وكيف تتيح الفرصة لكل صاحب مبادرة أو فكرة جديدة لتحقيق فكرته وتحقيق استفادة المجتمع منها.
فبالبداية يقول وائل جنيدي هناك مثل انجليزي يقول : let us re invety the) weel) ومعناه الحرفي (دعنا لا نعيد اختراع العجلة) والانجليز والعرب بشكل عام يقولون إنه لكي تنجح لابد وأن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، فلا تعيد التفكير في أي إنجاز بل في كيفية تطويره ، وهذا هو المدخل المناسب في رأيي للحديث عن الاختراعات والابتكارات في مصر.
** أستاذ وائل .. هل سمعت عن "المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا" .. وما هو المطلوب منه في رأيك خاصة وأنه أنشئ منذ قرابة العام ؟
الحقيقة لا أعرف شيئاً عن هذا المجلس لكن طالما الدولة أنشأته فهي جادة في ذلك، وفي رأيي أن المهمة الأساسية لهذا المجلس هي أن يعرف بالضبط إلى أين وصلت التكنولوجيا في العالم والاعتماد بشكل أساسي على الشباب والتفكير السليم يقضي التركيز على الموضوعات البسيطة لأن التكنولوجيا المعقدة خطوة لا تزال بعيدة، وأظن أن الجميع يعرف الآن أن استيراد التكنولوجيا لم يعد سراً .. وهذا هو دور المجلس والدولة وكل الحريصين على تقدم بلادنا.
** من خلال تعرفك على العلم في اليابان والصين .. كيف يتعاملون هناك مع الاختراعات؟
يوجد في معظم الشركات والمصانع مراكز بحوث تتابع بدقة الجديد في مجال العمل، وقد لاحظت أنه في الصين مثلا لا يهتمون كثيرا بصاحب الفكرة قدر اهتمامهم بكيفية تنفيذها، ومن يستطيع طرحها في السوق بشكل أكثر فاعلية، إنهم يؤمنون بأنه إذا كانت الفكرة هي الثروة فإن التطبيق هو الذي يحول هذه الثروة من مجرد فكرة إلى منتج له ثمن ونجاح وانتشار.
** وما هي آخر فكرة أعجبتك؟
فوجئت بأن أبني "أحمد" يتبع برنامجا رياضيا صارما حيث اشترى حذاءا رياضيا يوجد به شريحة تقيس المسافة التي قطعها في الجري وتوقيت الجري، ‘إنها فكرة بسيطة لكنها انتشرت بسرعة بين ممارسي الرياضة في العالم.
** هل توجد في اليابان مراكز "لبراءة الاختراع"؟
يوجد طبعا لكن المخترعين يفضلون الذهاب مباشرة إلى صاحب المصنع بالأفكار حيث تلتقط ويجري تنفيذها في وقت قياسي، وللعلم فإن الحكومة اليابانية تلزم كل صاحب شركة أو مصنع بدورات تدريبية مجانية للشباب في العلوم المختلفة، ثم تعين أصحاب الأفكار في مواقع مرموقة وبعض الشركات اليابانية توقع عقود احتكار مع المخترعين وأصحاب الأفكار الجديدة.

سليمان الراجحي.. الملياردير الذي بدأ "حمّال أمتعة"


لم يكن طريقه مفروشا بالورود، وإنما كان مليئا بالصعاب التي استطاع أن يقهرها حتى وصل إلى قمة النجاح، بدأ حياته العملية طباخا وحمالا ، ليصبح اليوم واحدا من أهم رجال الأعمال ليس في السعودية فحسب وإنما في المنطقة برمتها، وحملت قصة كفاحه التي استمرت قرابة 80 عاماً في عالم التجارة الكثير من العبر، والدروس، والتي ترسم الطريق لكل باحث عن النجاح.

إنه الملياردير السعودي الشهير الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي، الذي يحتل المرتبة الـ107 عالميا في قائمة "فوربس" لأثرياء العالم، والمرتبة السابعة عربيا بثروة بلغت 8.4 مليارات دولار، واستطاع أن يبني إمبراطورية اقتصادية من خلال المشاريع التي طورها وجعلها من أفضل وأنجح المشاريع المتخصصة في نشاطها، ومنها "مصرف الراجحي" الذي يعد من أكبر الشركات المصرفية عربيا وعالميا، و"الشركة الوطنية للدواجن وإنتاج البيض"، التي تعتبر من أكبر مزارع الدواجن في العالم، وكذلك "مشروع تربية الأغنام" في الجوف, ومشروع "شركة الروبيان الوطنية" في الليث، وغيرها من المشروعات الكبرى.
البداية من "الصفر"
ولد الشيخ سليمان عام 1340هـ في "البكيرية" وهي إحدى مدن منطقة القصيم، وتعود أصوله إلى قبيلة بني زيد في نجد، وقد انتقل مع أسرته إلى الرياض بحثا عن الرزق، ولم يكمل الشيخ تعليمه مثل بقية إخوته فقد كان دائم التغيب عن المدرسة، ولم تكن له رغبة في استكمال التعليم، حيث كان مشدوداً لعالم التجارة لذلك اكتفى بما تعلمه حتى السنة الثانية الابتدائية.

بدأ الراجحي حياته العملية في العاشرة من عمره بتجارة "الكيروسين"، حيث لم تكن الكهرباء معروفة في ذلك الوقت، وكان "الكيروسين"  يأتي من خارج المملكة في "تنكات" ثم تعبأ في قوارير، وكان يربح من هذه التجارة قرشا أو قرشا ونصف خلال اليومين، وعمل بعد ذلك حمّالاً مقابل نصف قرش في اليوم، وكان الريال في ذلك الوقت يساوي حوالي 22 قرشا، ثم انتقل ليعمل طباخا بإحدى الشركات التي كانت تعمل في مشاريع الدولة، لكنه لم يستمر طويلا، بسبب رفض الشركة زيادة راتبه أسوة بزملائه في العمل.

وفي عام 1365هـ، استقل الراجحي واختار محلاً صغيراً لتجارة "البقالة"، وكانت ثروته وقتها حوالي 400 ريال، وبعد ذلك بخمس سنوات بدأ العمل في مجال الصيرفة، فكان يبيع ويشتري العملات مع الحجاج، وكانت انطلاقته في عالم الاقتصاد عندما عينه أخيه صالح الراجحي موظفاً معه وكان راتبه في ذلك الوقت 1000 ريال.

يقول الراجحي: "إن رأس الإنسان هو كمبيوتر إذا ما استُخدم في التفكير الجاد والعمل الدءوب، وقنوات العمل مفتوحة أمام الجميع تنتظر دخولها"، ومن هذا المنطق استطاع الملياردير الشهير أن يبني ويدير صروحه الاقتصادية، ورغم أن الرجل لم يكمل تعليمه إلا أنه نجح في إدارة موظفيه، والذين يحمل معظمهم شهادات وخبرات اقتصادية كبيرة.

ويعتبر "مصرف الراجحي" من أهم المؤسسات التي يديرها الشيخ سليمان وقد تأسس عام 1957م، ويعتبر اليوم أحد أكبر المصارف الإسلامية في العالم، فهو يدير أصولاً بقيمة 124 مليار ريال سعودي (33 مليار دولار أمريكي)، ويبلغ رأس ماله 15 مليار ريال سعودي (4 مليارات دولار)، ويعمل فيه أكثر من 8 آلاف موظف.

وقد شهد عام 1978م دمج مختلف المؤسسات التي تحمل اسم "الراجحي" تحت مظلة واحدة هي "شركة الراجحي المصرفية للتجارة"، وتم في نفس العام تحويل المصرف إلى شركة مساهمة سعودية قابضة، ويلعب المصرف دوراً رئيسياً وأساسياً في سد الفجوة بين متطلبات المصرفية الحديثة والقيم الجوهرية للشريعة الإسلامية، مشكلاً معايير صناعية وتنموية يُحتذى بها.

ويتمتع المصرف بشبكة واسعة تضم 500 فرع، ولديه أكبر قاعدة عملاء، ويعمل في قطاعات ومجالات مختلفة، وهو ما يزال في نمو مستمر من خلال تنويع مصادر الدخل وتطوير الاستثمارات، كما يواصل المصرف تطوير البرامج والمشاريع المصرفية مع التركيز على توفير أحدث الخدمات الإلكترونية والمنتجات الاستثمارية وأكثرها تطوراً، بهدف توفير خدمات مصرفية واستثمارية مبتكرة، لاسيما الأعمال المصرفية الإلكترونية.

وقد حصل المصرف في الربع الأول من العام الماضي على عدة جوائز من مجلة "يورموني" و"بانكرز" الآسيوية لإنجازاته في مجال مصرفية الأفراد والشركات، بما فيها أفضل تمويل لعدة مشاريع في مجال الطاقة والبنية التحتية والإنشاءات والاتصالات وفقاً لمبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية ، كما نال المصرف "جائزة الشيخ سالم الصباح" لأفضل موقع لمصرف تجاري في العالم العربي.

وتوسع "مصرف الراجحي" خارج السوق السعودية، ودخل السوق الماليزية عام 2006م، بعد أن مُنح الترخيص المصرفي الكامل للعمل كأول مصرف أجنبي في ماليزيا من قبل مصرف "نيغارا ماليزيا"، وهي الخطوة الأولى في توجه المصرف نحو الدخول إلى السوق المصرفي في جنوب شرق آسيا، حيث تم إدخال المنتجات المصرفية الأساسية إلى السوق الآسيوية، وتوفير تجربة جديدة بالكامل من المصرفية الإسلامية، ولدى المصرف حالياً 19 فرعاً في ماليزيا مع خطط لزيادة عدد هذه الفروع في المستقبل.

ويلعب المصرف دورا كبيرا في الحياة الاجتماعية بالمملكة، فقد وقع اتفاقية مع وزارة الشؤون الاجتماعية تتضمن إعداد البرامج التدريبية والتطويرية للشباب والفتيات، تتيح لهم فرص العمل في المجال المصرفي، كما يتعاون المصرف مع الجامعات النسوية في إعداد دبلومات في مجالات مختلفة، حيث يقوم برنامج الدبلوم بتدريب المرأة لتوفير الدعم اللازم لها لإقامة مشاريع تجارية صغيرة.

وفي مجال الرعاية الصحية تبرع المصرف بما مجموعه 600 جهاز ومُعدة طبية للمرضى المحتاجين لصالح "جمعية أصدقاء المرضى"، إضافة إلى مساهمته في توفير السكن والأثاث للجمعية ضمن مشروع بلغت تكاليفه 4 ملايين ريال سعودي، كما وقع المصرف مؤخراً اتفاقية مع "مدينة الملك فهد الطبية" بقيمة 500 ألف ريال سعودي سنوياً لعلاج 600 مريض ومريضة من الذين يسافرون إلى مراكز أخرى لتلقي العلاج.

 ونظّم المصرف أيضاً برامج تعليمية لمنع حدوث العمى بسبب مرض السكري، وقد بلغت قيمة المشروع 4 ملايين ريال سعودي، وخصص المصرف مشروع بناء وتجهيز عيادة لمكافحة التدخين في منطقة الإحساء، بالإضافة إلى تولي مصاريف التشغيل لمدة 3 سنوات، في مشروع بلغت قيمته 4.5 مليون ريال سعودي.

وفي مجال الإسكان تعهد المصرف بالتعاون مع "مشروع الأمير سلمان السكني"، بدفع قيمة 20 وحدة سكنية بين منطقة الخرج والمزاحمية بتكلفة بلغت 6 ملايين ريال تقريباً، وأما في مجال العمل الخيري فقد طوّر "مصرف الراجحي"، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، صندوقاً استثمارياً مخصصاً للأيتام، لاستثمار أموالهم ومن ثم حصولهم على العائد في نهاية الأمر.
صروح عملاقة
تمثل "شركة الروبيان الوطنية" أحد الصروح العملاقة التي أقامها الراجحي، وقد حصلت الشركة على المركز الخامس والعشرين ضمن "أسرع 100 شركة سعودية نمواً" من خلال مشاركتها في "المنتدى الدولي للتنافسية" والذي أقيم بالرياض في مطلع العام الجاري.

وجاء هذا النجاح من خلال المنهج السليم الذي تبنته الشركة للاستفادة من الموارد الاقتصادية التي تزخر بها البلاد، وهي موارد غير قابلة للنضوب مثل مياه البحر والأراضي السبخية غير الصالحة للزراعة واستثمارها على نحو مستدام ورشيد، وإحداث تنمية ساحلية للمجتمعات الريفية، واحتواء أبناءها وبناتها بتوفير فرص العمل لهم، وإنعاش اقتصاديات هذه المناطق الساحلية ورفع إسهاماتها في الناتج المحلي الوطني، وتبني النهج العلمي السليم في الاستثمار، وتوطين تقنيات "صناعة الاستزراع" محلياً من خلال القيام بالعديد من الدراسات والأبحاث والتجارب المتخصصة، واستقدام خبرات دولية لها تاريخها في حقل استزراع "الروبيان".

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد افتتح هذا المشروع عام 2003م، وقام بوضع حجر الأساس لتوسعته العملاقة ليتبوأ الريادة العالمية في هذا المجال، حيث أصبحت الشركة أهم منتج ومصدر "للروبيان" على مستوى العالم، وأصبح هذا المشروع الأوحد من نوعه في العالم.

أما مشروع "دواجن الوطنية" الذي يقع بمنطقة القصيم على مسافة 350 كيلومتراً من مدينة الريـاض، فيعتبر الأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وواحداً من المشاريع العملاقة على مستوى العالم في مجال إنتاج الدواجن والمواد الغذائية ، ويحتل هذا المشروع رقعة تزيد عن 200 كلم مربع بها قرية متكاملة بأقسامها الإنتاجية، من مساكن ومساجد ومطاعم وطرق ومياه وكهرباء وشبكات اتصال.

وتدير هذه القرية النموذجية كوادر علمية متميزة وكفاءات إنتاجية مدربة، وقد بلغت التكلفة الإجمالية لهذا المشروع مع التوسعة حوالي 3 بلايين ريال سعودي، وتم تجهيز المشروع بأحدث ما وصلت إليه وسائل التقنية العالمية في إنتاج الدواجن، وقد حققت الشركة إنتاجا على مستوى عالمي متميز من الجودة ، وهو ما أهّلها لأن تكون الشركة الوطنية الأولى في مجال إنتاج الدواجن.

وحصلت الشركة على شهادتي ISO 9001))  و (ISO 9002)  من "هيئة المواصفات العالمية" كأول شركة دواجن تحصل على هذه الشهادة، ثم طورتها إلى شهادة ( Iso 9001-2000 ) ، كما حصلت   كذلك على شهادتي الهاسب (HACCP) و شهادة سلامة الأغذية (SQF) كأول شركة في الخليج والشرق الأوسط تنال هذه الشهادات العالمية.
عرفان بالجميل
ورغم الأعباء الكثيرة الملقاة على عاتق الشيخ سليمان، إلا انه لا يتوانى عن العمل الخيري الذي يعتبره عرفانا بالجميل لهذا الوطن، وفي هذا الصدد قام بالعديد من المبادرات الخيرية ومنها إعلانه إقامة "جامعة البكيرية" التي رصد لها ما يقارب النصف مليار ريال كدفعة أولية، بعد صدور المرسوم الملكي الذي يسمح بإنشائها.

وفي هذا الاطار أكد الراجحي أنه لم ينشئ الجامعة من أجل الربح، بل هي بشكل رئيس خدمة للوطن وأبنائه، وستكون للطالب الفقير بالمجان على أن يأتي عن طريق الجمعية الخيرية، أما ذوي الدخل المحدود فستكون دفعاتهم حسب ما يستطيعون، ما يسهل على الجميع الالتحاق بالتعليم العالي.

وذكر الشيخ سليمان الراجحي أنه سيؤهل الجامعة بأحدث مؤهلات الجامعات العالمية من جميع الإمكانيات، وسيجلب لها طاقم تدريس متفوق عالمياً لتصبح صرحاً يتحدث عنه القاصي والداني، وليرفع نسبة التعليم لدى أبناء الوطن إلى مستويات عالية.

وتلعب "مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية" دوراً كبيراً في مجال العمل الخيري، فقد قدمت المؤسسة تبرعات سخية للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض، وصلت إلى أكثر من خمسة ملايين ريال، الأمر الذي دفع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى تسليم درع الجمعية للشيخ سليمان الراجحي، وقامت المؤسسة أيضاً بتقديم دعم لجمعيات التحفيظ في مختلف مناطق المملكة بلغ 17 مليون ريال، مساهمة من الجمعية في تشجيع الناشئة من أبناء الأمة على حفظ كتاب الله وتعلمه والعمل به.

وتلعب "مكتبة سليمان الراجحي الخيرية" دورا ثقافيا كبيراً، وتعد أهم مكتبة متطورة على مستوى منطقة القصيم، وتتميّز هذه المكتبة بخدماتها الراقية، وهو ما جعل أعداد الزائرين تزداد يوماً بعد يوم، حتى أن أعدادهم تصل أحياناً إلى مائة زائر في اليوم الواحد، وهي أعداد كبيرة مقارنة بالمكتبات العامة في المنطقة، والتي لا يتجاوز أعداد الزائرين لها أصابع اليد الواحدة.

وأما بالنسبة للمستفيدين فقد بلغ أعداد الذين أنهوا رسائل الماجستير والدكتوراه داخل المكتبة، منذ افتتاحها وحتى اليوم، قرابة الثلاثين شخصاً، وسر هذا الإقبال من الباحثين على هذه المكتبة بالذات أنها قد وضعت غرفاً مخصصة لهم، وذلك لمن يحبذون الهدوء التام، وتم تقسيم كل غرفة منها إلى خمس كبائن لا تستوعب سوى خمسة باحثين فقط.

د. حامد شبانة.. لم يعيش في جلباب والده فأصبح خبيرا في الأمراض الباطنة


شاء القدر أن يولد ليجد نفسه ابن العمدة في مركز فارسكور بمحافظة دمياط وأن يكون واحداً من أفراد الأسرة تتاجر في الجبن لكنه كان دائماً يري مستقبله بصورة أخري فكل من حوله وصفوه منذ صغره بأنه شخص مختلف لا يتعامل مع ما حوله من أمور علي أنها مسلمات فعقله دائماً يدفعه للجدال والنقاش.. البعض اعتبره متمرداً ولكنه كان دائماً علي ثقة بحدسه الداخلي والذي قاده لخوض مشوار النجاح الصعب.

من الشرق للغرب كانت رحلة الكفاح الطويلة التي نستعرضها مع الطبيب العالمي د.حامد شبانة استشاري الأمراض الباطنة بألمانيا الذي خرج علي ظهر سفينة من مصر عام 1962 حاملاً معه أحلامه الكبيرة التي لا حدود لها بعد أن رهنت والدته مصاغها لتحقق له حلمه وودعه والده بالدموع التي لم يرها سوي لحظة الرحيل فقد كان رافضاً سفره لخوفه الشديد عليه، ملامح قصة كفاحه تتشابه إلي حد كبير مع ما جسده الفنان أحمد زكي في فيلم «النمر الأسود».
مواقف كثيرة وصعوبات قيدت شبانة في بداية مشواره لكنه تحداها بكل إصرار وعناد فالروح القتالية هي ما يميزه ورغم تحذيرات الكثيرين له من الفشل إلا أنه صمم ولجأ إلي إدارة البعثات لمساعدته علي تحقيق الحلم كانت أولي العقبات التي قابلته عدم الاعتراف بشهادة الثانوية العامة المصرية ومن ثم كان عليه الخوض مرحلة الإعادة لها إجبارياً هذا إلي جانب برودة الجو الشديدة التي تحملها بصعوبة حيث تصل درجة الحرارة إلي 35 درجة تحت الصفر وفي ظل عدم توفر المادة لم يكن متاحاً أمامه سوي المشي في ظل هذا البرد القارس لدرجة سقوط شعره وتجمد ملابسه وكلها كانت صعوبات كفيلة بسلب الحلم منه ولكن دافعه لدراسة الطب كان أقوي كثيراً.
يؤكد د.حامد -في حديث له مع جريدة روز اليوسف المصرية- أن ما علمه له والده من قيم ساعده علي تخطي هذه الصعاب فرغم أنهم الأسرة الوحيدة التي امتلكت سيارة إلا أنه كان يذهب للمدرسة مشياً علي الأقدام كغيره من الطلاب كما أنه كان يرتدي الملابس «الكستور» التي يشتريها والده العمدة لتوزيعها علي الفقراء. كانت عقبة اللغة من أبرز ما عاناه لكنه تغلب علي ذلك باستغلال أيام الإجازات للخروج علي الطريق واستقلال أي سيارة «AutoStop» ليجوب أنحاء لم يزرها من قبل وبالتالي ليكتسب مفردات اللغة.

عمل شبانة بالعديد من المهن إلي جانب الدراسة فعمل «جنايني» و«ممرضاً» في أحد مستشفيات الجامعة وتحدي نفسه للنجاح في دورة اللاتيني التي لم يكن ينجح أي أجنبي فيها إلا بعد سنوات وهو ما يعتبره أجمل فرحة في حياته.
بعد ثماني سنوات ونصف تمكن شبانة من دراسة الطب وبعدها بدأت أموره تتحسن وتزوج من سيدة ألمانية أنجب منها أبناءه الخمسة ثم حصل علي الدراسات العليا في تخصص الأمراض الباطنة وأسس أول مركز متخصص في ألمانيا يحمل اسمه.

دفعه حنينه الرجوع إلي مصر لتأسيس مستشفي علي النظام الألماني ليتم من خلاله تبادل الخبرات وتم بالفعل تنظيم 8 مؤتمرات طبية عالمية تم من خلالها تناول تطور الطب الحديث والعمليات الجراحية الحديثة علاوة علي طرق العلاج الجديدة بحضور كبار العلماء ومازال يستكمل مشوار التطوير ونقل الخبرات.

يري شبانه أننا أغني دولة في العالم من حيث الإمكانيات الطبيعية والبشرية ولكن جميعها لا تجد التوظيف الأمثل لها وبالتالي يتم هدرها فنحن لدينا قصور ثقافي وتربوي يحتاج للتطوير ويصف الحل بأنه مسئولية مشتركة بين كل من الحكومة والمجتمع.
يؤكد د.حامد علي ضرورة أن يبدأ كل واحد منا بنفسه فلابد من التفكير الإيجابي وعدم انتظار المردود الإيجابي عن المستوي الفردي بل علي المستوي الجماعي للمجتمع ككل..

"جيهان أحمد".. مبدعة القرن الـ21


كرست جهودها في عمل الأبحاث العلمية عن مرض التوحد والذي يؤدي إلي إصابة فلذات أكبادنا بالإعاقة الذهنية وعدم التواصل مع العالم الخارجي حتى مع أقرب الأقربين.

إنها الدكتورة جيهان أحمد مصطفي والتي تخرجت في كلية الطب بجامعة عين شمس عام 1989 ثم حصلت علي الماجستير وبعدها الدكتوراه عام 1999 .

في البداية تشير د.جيهان إلي أنها اختارت دراسة مرض التوحد لأنها تأثرت بحالات بعض الأطفال المرضي الذين يجلبون التعاسة لذويهم لعدم قدرتهم علي التأقلم مع حالاتهم المرضية التي تحتاج إلي خبرة ودراسة لكيفية التعامل معهم وهذا ما وضعته في الكتابين اللذين قامت بتأليفهما تحت عنوان «التوحد ما هو الحل؟» لنقل خبرتها إلي ذوي المرضي في كيفية معايشتهم والذين يحتاجون إلي دمجهم مع اخوتهم وعدم التفرقة بينهم في المعاملة لكي تتحسن حالتهم النفسية وللحد من ميولهم العدوانية مع الآخرين ويجب أيضا علي الآباء الاهتمام بجلسات التخاطب مع الأطباء المتخصصين.

أجرت د.جيهان أبحاثا عديدة لمعرفة أسباب هذا المرض مثل «قياس الأجسام المضادة للمخ في دم الأطفال المتوحدين» وقياس الطاقة المتاحة لمخ الأطفال المتوحدين، وذلك طبقا لتقرير نشرته صحيفة روز اليوسف المصرية.

والجدير بالذكر أن التوحد مازال لغزا لم يتوصل العلماء لفك شفرته بعد ولكنها تمكنت من الوصول إلي أن اختلال المناعة الذاتية وتكوين أجسام مضادة للمخ يؤدي إلي حدوث التوحد. وتضيف د.جيهان بأنه قد تم نشر أبحاثها في المجلات العلمية العالمية المتخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية واختيرت أيضا كمحكمة دولية في الكثير منها وبعد مسيرة علمية شاقة توجت جهودها باختيارها من قبل المركز البيوجرافي العالمي بكامبردج في انجلترا كواحدة من أبرز ألفي مبدع في العالم في القرن الحادي والعشرين لأبحاثها المتميزة في مجال التوحد كما أنها أول طبيبة أطفال تحصل علي جائزة الدكتور عمر شاهين في مجال الصحة النفسية والتي تعتبر من إحدي الجوائز المقدمة من أكاديمية البحث العلمي وكرمها أيضا الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي.

تعزو الدكتورة جيهان نجاحها إلي توفيق الله سبحانه وتعالي أولاً ثم التشجيع الدائم من والديها اللذين علماها أن الراحة الكبرى لا تنال إلا علي جسر من التعب.

علي الجانب الآخر تهوي د.جيهان تصفح المواقع الإلكترونية للاطلاع علي الأبحاث الجديدة والمراجع العلمية العالمية واهتمامها بالجديد في علاج أمراض الحساسية وضعف المناعة لدي الأطفال.

ناصر الخرافي


رجل الأعمال الكويتي المعروف ناصر الخرافي هو أحد كبار المستثمرين في العالم العربي وهو الرجل الذي يؤكد أن رأسمال العرب للعرب، صنفته "مجلة فوربس" العالمية ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم لعام 2008م  بثروة بلغت 14 مليار دولار، متقدما ستة مراتب عن عام 2007م، فقد حقق الخرافي العديد من الانجازات والمساهمات في مجال الاقتصاد والأعمال والمجتمع على المستويين العربي والعالمي.

ولد الخرافي عام  1944م وهو نجل محمد عبد المحسن الخرافي مؤسس "مجموعة الخرافي" وأحد مؤسسي "بنك الكويت الوطني" وهو الشقيق الأصغر لجاسم محمد الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي ووزير المالية السابق، وشقيق فايزة الخرافي أستاذة الكيمياء والتي كانت أول سيدة تتولى منصب مدير "جامعة الكويت" خلال الفترة من 1993م وحتى 2002م .

وتعتبر مجموعة شركات ناصر الخرافي من أكبر الشركات في العالم العربي، وتم إطلاقها في عام 1976م كشركة وطنية للأشغال الهندسية والكهربائية، وتحولت -بعد أن تنوع نشاطها- إلي مؤسسة ذات سمعة عالمية في مجالات الهندسة، والمقاولات، والصيانة، وأعمال النفط والمياه، والكيماويات، والطاقة، ويبلغ عدد العاملين بالمجموعة أكثر من 70 ألف موظف من جنسيات عربية مختلفة.

ويشغل الخرافي إلي جانب رئاسته للمجموعة عددا من المناصب الأخرى، أهمها منصب رئيس مجلس إدارة "الشركة المصرية ـ الكويتية القابضة"، وعضوية مجلس إدارة "بنك الكويت الوطني" ورئيس مجلس إدارة "شركة الأغذية الكويتية" التي يتولى إدارتها حاليا نجله "مرزوق"، كما يتولى منصب المدير التنفيذي لشركة صناعات الألمنيوم.
                       شخصية قيادية
اختارت مجلة "أريبيان بزنس" الخرافي لمنحه جائزة "خصية العام" 2008م تقديراً لإسهاماته وانجازاته في مجال الأعمال واعتبرت المجلة قصة نجاحه جزءاً من قصة نجاح دولة الكويت في العصر الحديث، من خلال شخصيته القيادية ورؤيته الإستراتيجية التي تجسدت في مجموعة عبد المحسن الخرافي وأولاده والتي تمتد أعمالها ومشاريعها النوعية في أكثر من بلد عربي، وتتوزع استثماراتها في مجالات السياحة والفنادق، والطيران والمطارات، وفي الصناعة خاصة الصناعة الغذائية، والورقية والهندسية ، بالإضافة إلى تقنية المعلومات والغاز والبتروكيماويات والأسمدة والزجاج، كما تنشط المجموعة من خلال فروعها الاستثمارية في القطاع المالي وقطاع الخدمات وغيرها.

ويقود الخرافي استثمارات المجموعة إقليمياً من خلال تنفيذ العديد من المشروعات العملاقة في المنطقة العربية مثل فندق "شيراتون حلب" وفندق "بلودان الكبير" وفندق "فور سيزونز دمشق" في سوريا.

ومن أشهر استثمارات الخرافي شركة "أمريكانا" المنتشرة فروعها في جميع أنحاء الوطن العربي، وهي تعنى بالصناعات الغذائية باستخدام موارد زراعية محلية، وأيد عاملة عربية، وتقدر مبيعاتها بنحو 600 مليون دولار سنويا، وتقدم أكثر من 65 مليون وجبة سنوياً بمواصفات عالية.

ويعرف الخرافي بحبه الشديد لمصر والمصريين، حيث بلغت استثماراته في مصر أكثر من ٣٨ مليار جنيه في نحو ٣٥ مشروعاً صناعياً، وسياحياً، منتشرة في جميع مناطقها ومحافظاتها، وهناك أكثر من ٢٨٥ ألفاً من المصريين يعملون بشكل مباشر في مشروعاته، وهو المستثمر العربي الوحيد الذي ضخ استثماراته بكثافة، بعد أحداث "الإرهاب" التي ضربت مصر في منتصف التسعينات من القرن الماضي وقال في هذا الصدد: " مهما فعلنا لن نوفى مصر حقها، لأنها ببساطة هي صدر وظهر العرب، وهي المكان الأعظم للاستثمارات، بها العقول والكوادر والسوق والأرض والفرص الواعدة".

وتتركز مشروعات الخرافي في الصناعات الثقيلة كثيفة العمالة، ومنها مشروع "بورت غالب"، الذي يحوي عدة فنادق كبرى، وميناء دولي على البحر الأحمر يستقبل اليخوت الضخمة التي يمتلكها أثرياء العرب والعالم، ومصفاة للنفط بطاقة ١٥ ألف برميل بتكلفة مليار دولار، ومشروع آخر حول "بحيرة قارون" لاستخلاص الأملاح وتصديرها بتكلفة ٧٨٥ مليون دولار، وهذا المشروع يخلق ٥ آلاف فرصة عمل، هذا إلى جانب سلسلة "أمريكانا" التي يعمل بها ٢٠ ألف مصري.

كما أقام الخرافي مصنعا للورق يهدف إلى إنتاج 200 ألف طن سنوياً ويسوق إنتاجه مصرياً وعربياً وأوروبياً، ومصنعا للحواسب يخطط لإنتاج 300 ألف جهاز سنوياً، بالإضافة إلى امتلاك مجموعة الخرافي "للشركة المصرية - الكويتية القابضة" التي تستثمر أكثر من 250 مليون دولار في مجالات البتروكيماويات والزجاج والمواسير والأسمدة والغاز.

وتبرعت مجموعة الخرافي مؤخراً بخمسة ملايين جنيه "لهيئة الأبنية التعليمية" المصرية لإقامة مدرسة تضم جميع المراحل التعليمية في مدينة مرسى علم بالبحر الأحمر تخدم الأطفال من الحضانة وحتى المرحلة الثانوية بالإضافة إلي مستشفى متكامل، تنوي المجموعة إقامته شمال المدينة لتقديم الخدمة الصحية بالمجان للمواطنين.

وأكد الخرافي أن مجموعته تدرس ضخ استثمارات جديدة في مصر ليرتفع حجمها إلى 50 مليار جنيه واقتناص فرص جديدة بقطاعات عديدة، مؤكداً أن مشروع "بورت غالب" يسير بخطى ثابتة.

وأشار إلي أن المجموعة بدأت استثماراتها في مصر منذ خمسين عاماً في مشروعات سياحية وصناعية وتنموية وتسعى لزيادة استثماراتها باعتبار هذا الأمر "واجب عربي" تجاه مصر داعياً المستثمرين كافة للاستثمار في مصر، لما لهذا الاستثمار من نتائج طيبة وجيدة ويعود بالنفع على الجميع، معتبرا أن امن ورخاء مصر هو للأمة العربية كلها.
                   مشروعات لكل العرب
أما بالنسبة للسوق السعودي وقعت "شركة المال للاستثمار" الكويتية المملوكة "لمجموعة الخرافي" مؤخراً عقداً مع "الهيئة العامة للاستثمار" في المملكة لتطوير مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في "حائل" حيث يقضي الاتفاق بأن تؤسس المال للاستثمار شركة سعودية برأسمال خمسة مليارات ريال (1.33 مليار دولار) ستملك المجموعة فيها حصة كبيرة وتطرح حصة أخرى للاكتتاب العام، كما شمل الاتفاق تطوير مناطق صناعية وسكنية ومحطة كهرباء وخدمات طبية للمدينة إلى جانب مشاريع أخرى يستفيد منها كل أبناء العالم العربي.

وفي هذا السياق أقامت "مجموعة الخرافي" في مصر "أكاديمية إيماك الدولية- أكاديمية أوراكل" لتخريج حملة ماجستير في إدارة الأعمال التقنية وهو مشروع غير ربحي، يهدف إلي تنمية الموارد البشرية العربية بما يتناسب مع احتياجات السوق الحديثة، حيث يتم تدريب خريجي الجامعات على علوم تقنية المعلومات المتقدمة، مستعينة بخبرات وأساتذة «أوراكل» العالمية، والأكاديمية العربية لتقنية المعلومات والنقل البحري.

وتعتبر أكاديمية "إيماك" الأولى من نوعها في الوطن العربي، وينحصر عمل "أوراكل" في الأكاديمية الجديدة بتحديد التخصصات العلمية التي تحتاجها الأسواق العربية والعالمية، ووضع برامج الدراسة والتدريب بحيث تغطي عدد من التخصصات أهمها: إعداد التطبيقات على شبكة الإنترنت، وإدارة قواعد البيانات الكبرى، وتخريج مستشارين تنفيذيين متخصصين في التطبيقات المالية وتطبيقات نظم إدارة علاقات العملاء، وخبراء إنشاء مخازن المعلومات.

وأكد مرزوق ناصر الخرافي، مساعد مدير عام "مجموعة الخرافي" أن مشروع أكاديمية "إيماك" الدولية هو مشروع لكل العرب وذو هدف وطني وقومي وتنموي، مشيرا إلى أن تركيزه على تدريب الكوادر البشرية العربية ينطلق من إيمانه بأن عوائد الاستثمار في المجالات الاقتصادية، مهما عظمت وكبر حجمها، إلا أنها تظل محدودة أمام عوائد الاستثمار في العقل البشري اللامحدود.

وتقوم "مجموعة الخرافي" بتقديم دعم مادي لتقليل تكلفة الدراسة على الطلبة بما يتناسب مع دخل الفرد، كما تقوم بتعيين أوائل خريجي الأكاديمية في إحدى شركات "مجموعة الخرافي" المنتشرة في معظم أنحاء العالم، وتعتزم المجموعة إنشاء أكاديميات مماثلة تغطي وتخدم كافة أنحاء الوطن العربي كافة.   

وقد حصل الخرافي على درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب من الجامعة الأمريكية ببيروت وقال في هذه المناسبة :" الاستقامة والكمال والنزاهة والعمل الجاد مكونات للنجاح اعتنقها.. والنجاح يكون في إحداث التغيير، واحرص على الأثر الإيجابي في كل ما تقوم به مجموعتنا وعلى توفير فرص عمل للآخرين.."

وقال عنه رئيس الجامعة جون واتربوري: "يحق للكويت أن تفخر بابنها الخرافي وأفراد عائلته الذين فعلوا الكثير للبلد والمنطقة العربية".

عبد الرحمن الجريسي .. البائع الذي أصبح رمزاً اقتصادياً


يعد عبد الرحمن بن علي الجريسي رجل الأعمال السعودي، ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أحد أبرز الوجوه الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، فهو يمتلك عدداً من المؤسسات التي تنضوي تحت مظلة مجموعة الجريسي، منها "مؤسسة الجريسي لخدمات الكومبيوتر والاتصالات"، و"أثير" أحد مزودي خدمة الإنترنت، و"الجريسي للتقنية"، و"الجريسي للتنمية"، كما يمتلك أربعة مصانع، هي "الجريسي للأثاث"، ومصنع "ستيلكيس" للأثاث، ومصنع ثالث لصناعة البطاقات الذكية، ورابع لصناعة ورق الكمبيوتر، وقد قدرت مجلة "فوربس" العالمية حجم الثروة التي يمتلكها وعائلته بخمسة مليارات دولار.
وبالإضافة الي رئاسته لمجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ومجلس إدارة مجموعة الجريسي يتولى الملياردير السعودي عددا من المناصب الأخرى فهو رئيسا لمجلس الأعمال السعودي الصيني والياباني وكذلك رئيسا للجانب السعودي في جمعية الصداقة السعودية الصينية ونائبا لرئيس مجلس التنظيم الوطني للتدريب المشترك، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية برغبة، عضو الهيئة الاستشارية العليا لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، وعضو الفريق السعودي في الاتحاد العربي للتحكيم الدولي، وغيرها الكثير من المناصب الاقتصادية، التي ساهم من خلالها في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين قطاع الأعمال في المملكة والقطاعات المماثلة في الدول الشقيقة والصديقة.
البائع الصغير
ولد الشيخ عبد الرحمن بن علي الجريسي في عام 1932م في "رغبة" وهي قرية صغيرة من قرى نجد تقع على بعد حوالي 120 كلم شمال غرب الرياض، توفي والده وهو لا يزال رضيعا فتولى جده تربيته ثم عمه محمد الجريسي, الذي طلب منه بعد أن أكمل الفصل الخامس الابتدائي أن يعمل مع الشيخ عبد العزيز النصار وهو من رجال الأعمال المعروفين في الرياض آنذاك، فاستجاب الجريسي لرغبة عمه والتحق بالعمل كمساعد بائع وكان وقتها في الرابعة عشر من عمره.
واجهت الجريسي ظروف صعبة بمجرد توليه العمل نتجت من طبيعة وقت دوام العمل الطويل والمستمر، كما كان عليه أن يقوم بأداء أعمال إضافية غير مهامه الرئيسية كجلب الماء من بئر بعيدة إلى منزل التاجر الذي كان يعمل معه، وبدأ يشعر بالإجهاد والإحباط, وكان دوما يفكر في ترك العمل غير أنه سرعان ما يبعد هذه الفكرة من رأسه ويواصل عمله.
استمر الجريسي مع عبد العزيز النصار لمدة 11 عاما كموظف مبتدئ وبسيط إلى أن قام بأولى مشاريعه التجارية من خلال تأسيس بيت الرياض، لتتوالى بعد ذلك المشاريع في مجال تجارة الأدوات المنزلية، والتي تحولت إلى مجال تقنيات المكاتب وتجهيزها، الذي استحوذ فيما بعد على غالبية نشاطه التجاري والاستثماري خلال أعوام الطفرة الاقتصادية بين عامي 1960م و1980م .
وكانت مؤسسة "بيت الرياض" التي أنشاها الجريسي عام 1958م هي النواة لمجموعة الجريسي الحالية التي تبنت منذ نشأتها مفهوم الجودة الشاملة وانصب اهتمامها على تقديم خدمات رفيعة المستوى تستهدف رضاء العملاء مع حرصها الدائم على دعم تطوير المملكة ومواكبة التطور الاقتصادي الهائل الذي شهدته، وتزاول فروع المجموعة أنشطة تجارية وصناعية مستقلة ومتباينة وحرصت على القيمة المضافة في كل ما تقدمه من منتجات أو خدمات أو مشاريع، فحصلت على علامة الجودة ISO العالمية، والمركز الأول لجائزة الملك للمصنع المثالي والمركز الأول لأفضل شركة تطبق متطلبات السلامة الوقائية في مصانعها، ويعمل في المجموعة نحو 5 آلاف موظف وعامل، منهم 4 آلاف موظف يعملون في مجال التقنية، غالبيتهم مهندسون ومبرمجون وإداريون في مجال تقنيات الكومبيوتر.
وتلعب مجموعة الجريسي دورا نشطا في الحياة الاجتماعية والثقافية بالمملكة حيث تقوم بدعم الأعمال الخيرية والمشاركة في المهرجانات والفعاليات الثقافية المختلفة، كما تقوم بدور كبير في المناسبات الوطنية، وبرامج يوم المهنة والتوظيف لمساندة برامج السعودة بتوفير فرص العمل وجذب الخريجين السعوديين وتهيئتهم لسوق العمل في كافة القطاعات لمواكبة التطور التنموي السعودي المتعدد التي يحتاجها الاقتصاد السعودي، وتشارك المجموعة في المعارض المحلية والإقليمية والدولية ذات الطابع الاجتماعي والثقافي، وبرامج النشاطات الرياضية خاصة برامج رياضة الفروسية التي تمارس في ميادين سباق الخيل المتعددة في المملكة.
وعن مبادئ العمل التي انطلق منها الجريسي لتحقيق أهدافه يقول "من بداية عملي مع الشيخ عبد العزيز بن نصار وكذلك في بداية عملي الخاص كنت أنطلق من ثلاثة عناصر مهمة جداً وهي الأمانة في التعامل مع الصدق والإخلاص، والأمر الثاني هو العمل الجاد؛ حيث يجب أن يأخذ الإنسان العمل بجد ولا يأخذه على أساس أنه من الممكن أن يعمل اليوم ولا يعمل غداً أو يحضر إلى العمل اليوم وغدا ثم بعد ذلك الاستمرار في العمل بمعنى ألا يتعجل الإنسان في الأمور بل لا بد أن يعمل ويجتهد ويصبر ويستمر في هذا العمل".
شخصية متميزة
في عام 2007م كرمت الأكاديمية الروسية للعلوم الاجتماعية عبد الرحمن الجريسي بمنحه وسام " ابن سينا" تقديراً لجهوده التي بذلها في مجالات مختلفة توزعت بين نشاطات تجارية واقتصادية وإنسانية، ووصفته الأكاديمية بالشخصية المتميزة لإسهاماته الكبيرة في تطوير العلاقات السعودية والعربية والعالمية، واعتبر الجريسي هذا التكريم بمثابة الاحتفال بكل رجل أعمال سعودي مؤكداً عمق العلاقات الاقتصادية والإنسانية بين المملكة وروسيا وما تشهده هذه العلاقات من نمو منذ زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى روسيا عندما كان ولياً للعهد.
وقد تم اختيار الجريسي عضوا في الأكاديمية الروسية للعلوم الاجتماعية بالإجماع في حفل كبير أقيم في أبريل عام 2007م، ليكون بذلك أول شخصية تحصل على هذا الوسام من دول الشرق الأوسط والدول العربية ودول أمريكا اللاتينية.
كما كرمته السفارة اليابانية في المملكة بتسليمه الوسام الياباني " الشمس المشرقة لعام 2008م وأشار السفير الياباني خلال حفل منحه الوسام انه يأتي تقديراً لإسهامات الجريسي المتواصلة في تنمية العلاقات الثنائية بين المملكة واليابان والتعاون البناء بين الشعبين الصديقين لاسيما في مجالات تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية.
ومنحته جمعية الصداقة الصينية العربية لقب "سفير الصداقة الأهلية" تقديراً لجهوده في تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية التجارية والاستثمارية بين المملكة والصين، ولإيمانه بأن توثيق العلاقات الاقتصادية هي أحد أهم جسور التفاهم والتعاون وتعزيز الصداقة والتقارب بين الشعوب والدول، وقد أقيم حفل تكريمي في بكين لمنحه هذا اللقب في التاسع والعشرين من مايو العام الماضي حضره جمع من رجال الأعمال والفعاليات الاقتصادية الصينية والسعودية، إضافة لعدد من المسؤولين الصينيين وممثلين للسفارة السعودية في العاصمة الصينية.
ونال الجريسي العديد من الأوسمة والجوائز والشهادات الأخرى يأتي في مقدمتها "وسام الملك عبد العزيز" من الدرجة الأولى في عام 1991م، ووسام "جوقة الليوبولد الثاني" برتبة كوماندوز، ووسام "بلجيكا الرفيع" من ولي العهد البلجيكي الأمير فليب في عام 2002م، وجائزة "الشخصية العالمية المميزة" لعام 2000م من مؤسسة "محمد الإسلامية" بمدينة شيكاغو بولاية إيلينوي الأميركية، وجائزة وميدالية "ابن سينا" للمآثر العظيمة والخدمات الجليلة تجاه الشعوب وهي لجنة أوروبية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة في عام 2006م، ورجل العام 2004م من المعهد الأمريكي للسير الذاتية وجائزة "المؤسسة الأميركية العالمية لتقييم المنجزات" في عام 2000م.
كما حصل الجريسي على شهادة شرفية من مؤسسات تعليمية عريقة من بينها دكتوراه الشرف في فلسفة إدارة الأعمال من جامعة أمريكا بولاية مونتانا الأمريكية عام 2000م، ودرجة أستاذ وزميل في الاقتصاد من نفس الجامعة عام 2001م.

د. سمير بدوي..


 استطاع أن يحل المعادلة الصعبة بتحقيق التفاعل الايجابي بين الأستاذ الجامعي والطالب. من خلال طريقة إبداعية في التدريس، فأحدث طفرة في مجال تخصصه بالهندسة الطبية، وخرج أجيالا مبدعة سواء في مصر أو العالم العربي.

إنه د. سمير محمد بدوي أستاذ الهندسة الطبية بجامعة المنوفية، والذي تخرج في كلية الهندسة قسم الإلكترونيات الصناعية جامعة المنوفية عام 1973 ثم حصل علي الماجستير من جامعة حلوان عام 1981 بعدها سافر إلى انجلترا للحصول علي الدكتوراه من جامعة لندن عام 1986 وهناك أنشأ نادي كرة طائرة في لندن أثناء دراساته في معهد أبحاث السرطان بمستشفي مارسدن الملكي بلندن ثم عاد إلي جامعة المنوفية لكي يضع الخطة الدراسية لقسم الهندسة الطبية بكلية الهندسة الالكترونية بمنوف عام 1990 تم اختياره كأستاذ زائر بشبكة جامعات عجمان للعلوم والتكنولوجيا بالإمارات وهناك أسس قسم الهندسة الطبية ولانجازاته المتميزة عين عميدا لشئون الطلاب ثم كلية الهندسة والشبكات الافتراضية للتعليم والتعلم، ورئاسة لجنة المؤتمرات، قسم الهندسة الطبية.

وطبقا لتقرير نشر عن مسيرته في روز اليوسف تم اختيار د. سمير كمستشار لرئيس الجامعة ووقتها أنشأ أول موقع لكلية الهندسة بالإمارات عام 1995 وفي العام الذي يليه أنشأ أول موقع للجامعة بالإمارات وكان أول من صمم مؤتمراً الكترونياً بالصوت والصورة في دولة الإمارات عام 1998 كما كان أول من طالب ببناء شبكة معلومات الجامعة ATM باستخدام التكنولوجيا في الإمارات وكان له السبق في استخدام تكنولوجيا وبث فعاليات الجامعة بالفيديو لحظيا عبر شبكاتها.

نجح د. سمير في إشراك د. مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي في مؤتمر الجامعة بأبو ظبي عام 2001 فضلا عن إحضاره لـ 56 شخصاً من 15 شركة ماليزية في تكنولوجيا المعلومات المختلفة للمشاركة في فعاليات المؤتمر والمعرض بالإمارات، كما قدم البطاقات الذكية للجامعة. وأقام سيمناراً دولياً ليتحدث عن تطبيقاتها ونجح في جعل الـ" ام. ام. يو" من ماليزيا شريكا في إنتاج البطاقة الذكية لجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا كأول جامعه تطبق هذا النظام.

وليس هذا فحسب بل أقام التوصيل الافتراضي عبر الفيديو كونفرانس مع مستشفي جورج بومبيدو" باريس بفرنسا عام 2001.
قدم د سمير بدوي علم" الليزر ماموجرام" كنظرية وجهاز وتطبيق لأول مره في الشرق الأوسط وقتها. هذا بالإضافة إلي قيامه بتدريس تكنولوجيات جديدة للطلبة مثل "المستشفي الذكي، والذي يعتمد علي شبكات المعلومات والمؤتمرات الالكترونية عبر الانترنت، والعلاج عن بعد، والتكنولوجيات التي لا تستخدم الأوراق لحفظ المعلومات، أو الأفلام لحفظ الصور الطبية فضلاً عن حضور المناسبات كان للدكتور سمير مكانة علمية واجتماعية مرموقة جعلته ضيفاً في المناسبات العلمية بالديوان الملكي سواء للحاكم، كما دعاه حاكم عجمان لعرس ابنه عاد الطائر المغترب لوطنه الحبيب في كلية الهندسة جامعة المنوفية وتوالت ابتكاراته بدءا من إنشاء أول مركز بالقسم لتكنولوجيا المعلومات وثم انشأ أسلوب "البريد الالكتروني" المجمع بين الدكتور والطلبة و كان أول من اقترح التدريس الافتراضي بجانب التعليم التقليدي واستطاع لأول مرة في الكلية عمل محاضرة عن بعد بالفيديو كونفرانس للطلبة من خارج المدرج ولذلك حقق العديد من الانجازات هو ومجموعته البحثية من المهندسين حديثي التخرج مثل ابتكار "أول مصحف الكتروني " تقلب صفحاته بإشارة العين، وكذلك "كرسي كهربي" بحركة العين أيضا و"كرسي أسنان" للطبيب الأعسر.

وفضلاً عن أول "مرتبة الكترونية" تبين وزن المريض، و"نظام ذكي" لاستدعاء الممرضات بالمستشفيات قابل للبرمجة وتغيير البرنامج حسب المطلوب. كما صمم نظاما لتحويل المنزل إلي "المنزل الالكتروني" الذي يمكن التحكم في أجهزته من خارجه. كما ابتكر جهازاً جديداً لإزالة اللحمية الداخلية، وجهازاً جديداً للطب الرياضي بواسطته نستطيع تشخيص العضلات قبل وأثناء وبعد الإصابة، وجهاز تعقيم وغسيل طبي للمستشفيات الكترونيا.

كما نجح في زيادة إنتاجية الفول نمو خضري وجذري وثمري مع زيادة نسبة البروتين بمقدار 5% وكذلك أيضا الزيادة الإنتاجية في البصل والحلبة فضلا عن طرق جديدة عالميا لزيادة وضوح صورة الرنين المغناطيسي وتم تسجيل براءة ونشر البحث في مؤتمر دولي داخل مصر.

كما أشرف د. سمير علي العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه ونجح في الحصول علي منح ماجستير لطلبة القسم من أكاديمية البحث العلمي.

قصة نجاح حسين صبور


المهندس حسين صبور علم من أعلام البناء والتعمير في مصر، ارتبط اسمه بالإنجازات العملاقة، وتجاوزت نجاحاته الحدود ، فأصبح علامة مسجلة ضامنة للنجاح في أي مشروع، برع الرجل في مجالات كثيرة، فهو المهندس الاستشاري ذائع الصيت على المستوى العربي، ورئيس أحد أكبر النوادي المصرية "نادي الصيد" ورئيس سابق لاتحاد تنس الطاولة المصري، ورئيس مجلس إدارة "بنك المهندس" لمدة خمس سنوات، ورئيس جمعية "رجال الأعمال المصرية" وفى الوقت ذاته هو من أطلق برنامج "صالون دريم " الذي استضاف على شاشة فضائية أبرز الشخصيات الثقافية والعلمية ليتحدثوا عن هموم الوطن والقضايا التي تشغل بال النخبة والجمهور معا.
بدأ المهندس صبور عمله في الخمسينات من القرن الماضي، بعد تخرجه في كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1957م ، وكان أول مشروع قام به في حياته هو بناء "مقبرة" للأستاذ ويلسون أمين المصري المسيحي، بلغت قيمتها تصميما وتنفيذا 150 جنيها، أما المشروع الثاني فكان إقامة حائط لتقسيم مخازن "الشركة العامة للتجارة والكيماويات" في حارة أليكسان بمنطقة مصر القديمة مقابل 140 جنيها.
يقول المهندس صبور عن تلك الفترة : "كانت أياما جميلة يغلب عليها صفاء النفس وحب الإبداع حتى في أبسط الأعمال، كنت قد أسست مكتبا مشتركا للأعمال الهندسية مع اثنين من زملائي خريجي كلية الهندسة وفى الوقت نفسه جيراني بضاحية مصر الجديدة، أولهما توفيق نسيم، سليل إحدى العائلات المسيحية الثرية، والتي هاجرت إلي كندا بعد قوانين التأميم التي صدرت عام 1961م، أما الثاني فهو عفت منصور الذي سافر بعد فترة قصيرة في بعثة للحصول على درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة.
أيام عصيبة
مر صبور بفترة عصيبة في حياته العملية، بعد أن تركه أصدقاء عمره وتولى وحده مسؤولية المكتب الهندسي وصدرت في هذه الآونة قوانين تحديد إيجارات المساكن فتوقف القطاع الخاص عن البناء، ما أدى لتراجع شديد للغاية في معدلات البناء، فانقطع عمل المكتب، ولكن بعد فترة قاده فكره إلي التوجه نحو القطاع الصناعي بعد أن اتجهت الدولة لتأميم الصناعة، وتمكن من أن يتولى بناء مصانع وورش جديدة، ومن ثم بدأ صيته في الذيوع، إلا أن وقوع نكسة عام 1967 أدى لتوجيه الدولة كافة مواردها إلى المجهود الحربي فتوقفت مصادر عمل المكتب من القطاع العام أيضا.

كانت الصعوبة في هذه المرحلة تكمن في القدرة على تحقيق المعادلة الصعبة بالمحافظة على الكوادر العاملة معه وسداد رواتبهم، للإبقاء عليهم متفرغين فقط للمكتب، فقد كان مكتبه هو الوحيد الذي تفرغ له كل من عملوا به، بينما كانت بقية المكاتب الهندسية مملوكة لأساتذة جامعة أو مديرين كبار في مصالح حكومية يعملون بها في فترة ما بعد الظهر فقط ومعهم بعض المعيدين غير المتفرغين.
دفعت هذه الظروف المهندس صبور إلى السفر لليبيا عام 1968م بعد أن استمع لأحد أصدقائه يحكي عن صديق له من كبار رجال الأعمال الليبيين والذي شكا له من المهندسين المصريين وتجربته مع واحد منهم حصل منه على مبلغ مالي كبير لتصميم فيللا له في ليبيا وقدم تصميمات سيئة للغاية، فأراد صبور أن يصحح هذه الصورة لدى رجل الأعمال الليبي وقام بتصميم الفيللا للرجل دون مقابل، وأعجبته للغاية فدعاه لزيارة ليبيا وبدأ العمل هناك منذ الربع الثاني من عام 1968.
ويؤكد صبور على استفادته الكبيرة من العمل في الجماهيرية الليبية، فقد كان تركيزه في مصر على المباني السكنية، ولكنه اكتشف عند زيارته إلى ليبيا أن الحاجة للمساكن تأتى في مرتبة تالية بعد مشروعات البنية الأساسية كالمياه والصرف الصحي والكهرباء والطرق والمصانع، فقد أدى انفتاح ليبيا في ذلك الوقت على أوروبا إلي اشتعال المنافسة على هذه السوق، مع اكبر المكاتب العالمية، فتعلم صبور كيفية تقديم العروض والمنافسة على الجودة وليس السعر، فارتفع مستواه بدرجة كبيرة، وأصبح ذائع الصيت على كافة المستويات
.
البحث عن النجاح
لم يكن المهندس صبور في رحلة كفاحه الطويلة يبحث عن المال بقدر ما كان يبحث عن النجاح في أي صورة كان، وأكثر ما كان يسعده هو أن توضع فيه الثقة للنهوض بمؤسسة متعثرة وإعادتها مرة أخرى للطريق الصحيح، وهو ما حدث عند توليه رئاسة "بنك المهندس" في فترة سابقة، والذي تسلمه برأسمال 20 مليون جنيه وميزانية أقل من مليار جنيه ، طيلة 7 سنوات كان نصيب البنك من الأرباح "صفر" وسلمه المهندس صبور بعد 5 سنوات من رئاسته، وقد ارتفع رأسماله إلى 180 مليون جنيه ووصل حجم ميزانيته إلى 5 مليارات جنيه، محققا أرباحا سنوية بلغت 100 مليون جنيه.

ورغم ذلك لم يتقاض صبور مليما واحدا طوال فترة رئاسته للبنك، وهو الأمر نفسه الذي تكرر مع "نادي الصيد" الذي يقع حاليا على قمة النوادي المصرية بعدد أعضاء يبلغ 40 ألف أسرة.

وشارك المهندس صبور في تخطيط وتنفيذ مشروعات بناء المدن الجديدة التي توجهت الدولة لإقامتها من أجل تخفيف الضغط عن القاهرة مثل مدن العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر والقاهرة الجديدة والسادات بالإضافة إلي مدينة برج العرب في جنوب غرب الإسكندرية، كما شارك في العديد من المشروعات القومية العملاقة التي أقامتها الدولة مثل مشروع الطريق الدائري حول القاهرة ومشروع مترو الأنفاق وبعض الفنادق الكبرى والعديد من المستشفيات والمصالح الحكومية.

ويؤكد المهندس صبور أن هناك كفاءات ممتازة في مصر في مجال التخطيط العمراني، لا ينقصها إلا التنظيم والتعاون، وأنها تستطيع تنفيذ أكثر من ٩٠% من حجم الأعمال دون مشاركة أجانب، ويعيب المهندس صبور على القانون المصري عدم اهتمامه بالهندسة الاستشارية، ويرى أن المهندس الاستشاري في مصر يتم اختياره "حسب السعر" وليس الكفاءة مطالبا بالعمل على الارتقاء بالمهنة وإزالة المعوقات التي تقف أمام تطويرها، من اجل الاستغناء عن مكاتب الاستشارات الهندسية الأجنبية.
رؤية اقتصادية جريئة
يمتلك المهندس حسين صبور رؤية اقتصادية تركز على الجانب الاجتماعي وتنبع من إحساس وطني وشعور بالمسؤولية، فهو يتمنى أن يلاحظ رجل الشارع التطورات الاقتصادية التي تشهدها مصر في الوقت الراهن وأن يتم توزيع العوائد الاقتصادية بعدالة بين فئات المجتمع المختلفة، حتى يشعر الفقير بتحسن في مستوي معيشته لكي يكون مصدر دخل للدولة وليس عبئا عليها، وأن يتم القضاء علي مشكلة البطالة تدريجيا.

ولصبور آراء اقتصادية جريئة يعلنها دون تردد حتى وان كانت تلك الآراء سوف تغضب البعض، فهو على سبيل المثال ينتقد أسلوب إدارة قناة السويس قائلا: "إن القناة تجلب 3 مليارات جنيه في السنة، وفي دولة مثل سنغافورة يجلبون 54 مليار جنيه من البحر،إننا في كارثة". مؤكدا على ضرورة أن تقوم على القناة صناعات وأعمال ليكون دخلها ثلاثمائة مليار بدلا من ثلاثين مثل تموين المراكب المارة وأعمال الصيانة.

ويعلن صبور رفضه تصدير الغاز المصري لإسرائيل واصفا ذلك بأنه "كارثة" حيث يرى أن الغاز من النعم التي منحها الله لمصر ويجب أن يتم تصنيعه واستعماله وتشغيله في محطات الكهرباء، ويرى صبور انه إذا كانت الحاجة للتصدير ملحة فيجب أن نصدر أقل كمية ممكنة وبأغلى الأسعار الممكنة وأن نبحث عن الدول الصديقة.

وعن اتفاقية "الكويز" يرى الرجل أن أمريكا قدمت للعالم "حصص" ومصر كانت حصتها قليلة وأننا كنا نبيع رقما ما من الملابس الجاهزة يقرب من 570 مليون دولار في السنة ثم جاءت أمريكا وعرضت نظاما جديدا خدمة لأغراضها وكانت قد طبقت هذا النظام مع الأردن قبلنا ولأن أمريكا لها هدف سياسي وهو إنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي وإدخال إسرائيل في المناخ العام للمنطقة اشترطت على مصر إدخال نسبة من مكون إسرائيلي لم تذكر طبيعته من أجل أن يدخل المنتج المصري دون جمرك وهذا يعني أن له ميزة نسبية عن كل صادرات العالم بنسبة 40 % في هذه الملابس الجاهزة.

وبصفته رئيس جمعية رجال الأعمال المصرية يرى صبور أن المستثمرين المصريين ظهروا بعد أن اعترفت بهم الدولة عام 1973م عندما بدأ العمل بقانون الاستثمار، ويرى أنهم طائفة صغيرة قصيرة العمر في مصر وبالتالي لهم أخطاء كثيرة جدا نظرا لقصر المدة بالمقارنة بأمريكا مؤكدا أن حل مشكلات رجال الأعمال في مصر يتمثل في إصلاح أنفسهم.

ويقف المهندس صبور إلي جانب المشروعات الاقتصادية التي تقيمها مصر مع شقيقاتها من الدول العربية تحقيقا لفكرة التكامل الاقتصادي العربي، ويرى أن تحقيق الربح يجب ألا يكون هو الشاغل الأول وإنما الحرص علي تسهيل إنشاء المشروعات المشتركة ومنح الأولوية للمشروعات ذات الجدوى الاقتصادية، وفي نفس الوقت يجب أن تعمل هذه المشروعات علي دعم التنمية وتوفير فرص عمل للشباب العربي الذي يعاني أغلبه من البطالة.

ولا يقف عطاءه وإسهاماته عند المجال الاقتصادي والعمراني فحسب، بل يمتد إلي المجال الخيري حيث يشارك في العديد من الأنشطة الاجتماعية والخيرية ومنها رعايته للخيام الرمضانية الخيرية التي تقيمها بعض الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني مثل جمعية "ولاد مصر" التي نظمت خيمـة خيرية "بنادي الصيد" لإفطار ثلاثة آلاف يتيم على مدار الشهر لأكثر من مائة دار أيتام ومسنين ومكفوفين ومعاقين ذهنيا وجسديا من ذوى الاحتياجات الخاصة كما تبرع المهندس صبور بمبلغ مليون جنيه لصالح المباني الجديدة لجامعة القاهرة بمدينة "الشيخ زايد".
صبور الابن
أحمد حسين صبور صورة طبق الأصل من والده، ليس فقط في الشكل ولكن أيضا في أسلوب التفكير وفي طريقة تحدي الصعاب وتحقيق النجاح، فهو رجل أعمال مصري نافذ، ومؤسس "جمعية شباب الأعمال" المصرية التي تجمع أبناء أكبر رجال أعمال مصر في مؤسسة واحدة.

ومثل عدد كبير من شباب رجال الأعمال من الجيل الثاني في مصر، تلقى أحمد صبور تعليمه في الخارج، وعاد ليقود عملا خاصا ينفذ من خلاله احدث الدراسات والأفكار العلمية وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة، حيث بدأ العمل في شركة خاصة به للتنمية العقارية واستعان بمكتب والده ليكون المكتب الهندسي الذي يتولى مشروعات شركته، وكان أول مشروع نفذته الشركة مشروع سكني في منطقة مساكن شيراتون هليوبوليس عام 1989م الذي نفذ خلاله أفكارا جديدة في السوق العقاري من خلال دراسات السوق التي قام بها، ووفر شققا سكنية صغيرة المساحة بمبلغ 30 ألف جنيه بالتقسيط على عامين، مع تمويل ثلث المبلغ من خلال أحد البنوك المصرية، ولاقى المشروع إقبالا شديدا نتيجة المزج بين الخبرة الهندسية ودراسة السوق والإيمان بأهمية التسويق والدعاية والبيع، وبعد هذا المشروع، يقول صبور: "نفذت خمس مشروعات خلال خمس سنوات من 1989 إلى 1994 وكبرت الشركة وزاد رأسمالها إلى 12 مليون جنيه".
ولا ينفي أحمد صبور استفادته من اسم والده في عمله، ليس فقط الاسم، بل أيضا الخبرة وشبكة العلاقات ويقول: "نعم استفدت الكثير من اسم والدي، فالبنوك كانت تتعامل معي باحترام زائد، وكان اسم والدي يعطي ثقلا لشركتي رغم حداثتها في السوق، كما انه لم يبخل علي بخبرته ورأيه عندما احتاجهما، لكنه لم يفرض علي أبدا رأيه أو وجهة نظره بل يتركني أخطئ كي أتعلم من أخطائي".
وطموحات «صبور الابن» ليس لها حدود، فهو يريد الوصول بشركته إلى مصاف أفضل الشركات العالمية وتقديم منتج بأسعار السوق المصرية، وفي نفس الوقت يسعى لأن تصبح شركته مقصدا لمن يريد أن يتعلم ما هي التنمية العقارية وكأنها جامعة من يتخرج فيها يحمل شهادة.
ورغم إغراء الاستثمار في الخارج يرفض أحمد صبور الخروج من مصر فهو يرغب في جذب الاستثمارات إلى شركته، لذلك دخل في شراكة مع شركة سعودية، وشركة مصرية أخرى لتأسيس كيان جديد للاستثمار في التنمية العقارية، يعتبره خطوة لإنشاء تحالف أقوى لتنفيذ مشروعات عربية ومصرية كبرى في مجال التنمية العقارية